دور مراكز مصادر التعلم المدرسية في عملية التعلم
فلسفة مراكز مصادر التعلم
فلسفة مراكز مصادر التعلم المدرسية يعزى نجاح أي مؤسسة تعليمية بصورة أولية إلى نوعية التعليم الذي تزود به طلابها؛ وتأكيدا لحقيقة أن كل طالب يجب أن يزود بالاستجابات الأولية للتعلم، فإن البيئة التي يحدث فيها هذا التعلم يجب أن تتكون من كفاءات، وقدرات، ومثيرات، وطرق تدريس،.الخ، وهذه العوامل تترابط وتتداخل مع بعضها ويحتمل أن تؤثر على تلك البيئة، وحيث أن التعلم هو نشاط فردي عالي المستوى فإن مراكز مصادر التعلم تؤكد مبدئيا على خدمة العديد من احتياجات الطلاب المتنوعة وأساليب تعلمهم ضمن مفهومها العام. والمتتبع للتطورات التربوية يرى الكثير من السياسات التي تحتم على القائمين على النظام التربوي ملاحقة التطورات والمستجدات في الساحة، لذلك نرى الكثير من المشاريع التي تهدف إلى تطوير مركز مصادر التعلم.لقد مرت مركز مصادر التعلم بمراحل عدة حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم ولا زالت قابلة للتطوير، فالبداية الحقيقة للمكتبات المدرسية والتي تعتبر مرحلة سابقة لمركز مصادر التعلم هي مكتبة الصفوف، جاءت بعدها المكتبة المدرسية التي تلحق بالمدارس والتي تطورت بحيث شملت بعض الوسائل والمواد الأخرى غير المطبوعة وأطلق عليها المكتبة الشاملة، وأخيرا مرحلة مركز مصادر التعلم التي تهتم بجميع المصادر المعرفية على اختلافها وضرورة الانتقال من التركيز على عملية التعليم إلى التركيز على عملية التعلم.
فضلا عن تطور مفهوم وأهداف مركز مصادر التعلم، أثر ظهور مشاريع لتطوير التعليم بشكل عام وتطوير مراكز مصادر التعلم بشكل خاص في غالبية الدول، ففي المملكة العربية السعودية على سبيل المثال ومن قبل وزارة التربية والتعليم تم تدشين مشاريع متنوعة لتطوير عمل مراكز مصادر التعلم، منها مشروع تحويل المكتبات المدرسية إلى مراكز مصادر التعلم، ومشروع توظيف الإنترنت في التعليم عبر إدخاله مراكز مصادر التعلم، وأخيرا وفي هذه الأيام ظهر مشروع مدارس المستقبل القائم على توظيف التعليم الإلكتروني في العلمية التربوية.
مركز مصادر التعلم وعلاقته بالعملية التعليمية
ارتبط مركز مصادر التعلم بالمدرسة بصفته مظهرا من مظاهرها وأحد عوامل تقدمها، فمركز مصادر التعلم جزء متكامل من المؤسسة التربوية يتأثر بالفلسفة التربوية التي تتبعها أو تطبقها هذه المؤسسة، ويتلون ويتشكل مركز مصادر التعلم وفقا لنوع الدراسة ومستوى التعليم وطبيعة المؤسسة التربوية، ولا يمكن أن يعمل مركز مصادر التعلم منفصلا أو بمعزل عن غيره من وسائل التربية والتثقيف والتدريس الأخرى بالمؤسسة التربوية، بل يمكن القول إن مركز مصادر التعلم بما يحويه من مصادر تعلم متنوعة وأساليب تعليمية مختلفة؛ يعد مركز الصدارة من بين جميع المصادر والأساليب التعليمية الأخرى في المؤسسة التربوية. وهذا ما أشارت إليه دراسة نادل كمال عزيز وأسامة باهي، دراسة تقويمية لمركز مصادر التعلم، إذ أثبتت أن مركز مصادر التعلم يحقق أكبر قدر من الفعالية إذا ما قورن بغيره من المرافق المدرسية كمختبر الحاسوب ومختبر العلوم.ولذا فمن المتوقع أن يكون مركز مصادر التعلم أكثر ارتباطا بالعملية التربوية وأكثر تفاعلا معها من بقية المرافق، خصوصا وأنه يخدم كل أطياف العملية التربوية وكل مقدراتها، في حين أن بقية المرافق تخدم ناحية معينة أو مادة دراسية بعينها.لهذا نجد أن جميع الأدبيات التربوية تؤكد أهمية مركز مصادر التعلم وقيمتها التربوية، بعد أن أصبحت محورا من المحاور الأساسية للمنهج الدراسي، ومركزا للمصادر التعليمية التي يعتمد عليها في تحقيق أهدافه، وقد ارتبط تطور مركز مصادر التعلم بتطور العملية التربوية، إذ ظهرت نظريات وأساليب حديثة في مجال التعليم، تبرز أفضل أنواع التعليم، وهو الذي يتم عن طريق الخبرة وخلق الرغبة والدافعية لدى المتعلم في البحث عن المعلومات بنفسه ومن مصادرها المتعددة، وذلك بتأكيد التعلم الذاتي والتعليم المستمر، الذي يتطلب توجيه الطلاب نحو مركز مصادر التعلم، لذا كان على مركز مصادر التعلم أن يتطور ليواكب هذه التطورات والنظريات التربوية الحديثة لارتباطه الوثيق بالعملية التربوية.
بالرغم من الدور المهم الذي لعبته المكتبات المدرسية بمسماها التقليدي أو مراكز مصادر التعلم باصطلاحها الحديث عبر تاريخها الطويل في دعم العملية التربوية، فإنها اعتمدت لفترة على الأوعية التقليدية وبخاصة الكتب والأوعية الأخرى، ومع وجود بعض المحاولات لتطويرها وإخراجها من هذا الإطار، وواجهت الكثير من الصعوبات الإدارية والمالية، وعندما كانت تنمو كان نموها تراكميا وليس تكامليا، ولم تلعب دورا ايجابيا في إدخال المصادر والنظم التكنولوجية التربوية الحديثة، مما حال دون استخدامها من قبل الطلاب والمعلمين. كذلك أغفلت المكتبة المدرسية في صورتها التقليدية أهم عنصر من عناصر العملية التربوية وهو المتعلم بصفته محور العملية التربوية.ولكن عندما انعكست الاتجاهات والتطورات التربوية على مركز مصادر التعلم بصفتها محورا تلتقي فيه الأنشطة التعليمية، ومركزا يواجه الاتجاهات التي تؤكد التعلم الذاتي والتربية المستمرة، وتهتم بالمتعلم بصفته المحور الرئيسي في العملية التربوية،
أثر تطوير مركز مصادر التعلم على تطوير العملية التعليمية
تعتبر فكرة مركز مصادر التعلم على الرغم من حداثتها– فهي وليدة القرن العشرين- إلا أن جذورها أقدم من ذلك، ذلك أن التطورات التربوية والتكنولوجية المتلاحقة والمتسارعة في هذا القرن، والمشكلات الكثيرة التي بدأت تواجه العملية التربوية أدت إلى ظهور أطراف عدة تنادي بضرورة إنشاء مراكز مصادر التعلم لتواكب هذه التطورات والارتقاء بعملية التعلم وتحسينها من أجل خلق جيل متعلم فعال قادر على مواجهة المواقف والمشكلات المختلفة وإيجاد الحلول المناسبة لها بطرق علمية صحيحة تعتمد على مصادر جديدة ومتعددة للمعلومات. لقد أدى التطور الهائل الذي تحقق في جميع مجالات الحياة المعاصرة، وبخاصة ما تحقق من إنجازات تكنولوجية فائقة الأهمية في مجال وسائل الاتصال، التي جعلت بالإمكان بث المعرفة والمعلومات من خلال أوعية ومصادر كثيرة إلى نشوء اهتمامات تربوية، تنشد استخدام التكنولوجيا وهذه المصادر في العملية التربوية، بشكل يحقق أهداف التعليم ويعمق أثاره ويرفع من مستوى المتعلم، بحيث لا يقتصر دوره على مجرد التلقي فقط، وإنما على مشاركة فعالة من جانبه للقيام بدوره. والتغير في طبيعة مركز مصادر التعلم نراه واضحا من التحول الذي تم في العملية التربوية إذ أصبح التركيز منصبا على مركز مصادر التعلم واستغلال إمكانياته ومصادره المختلفة وخاصة المصادر التكنولوجية والإلكترونية، لقد ولى العهد الذي كان فيه الاعتماد كله منحصرا في استخدام الشرح الممل والمطول الذي لا تصحبه الوسائل والمصادر والأجهزة التي نراها اليوم متمثلة في كل مصادر المعرفة الموجودة في مركز مصادر التعلم من مواد مطبوعة وغير مطبوعة ومصادر إلكترونية وتكنولوجية حديثة. والتطور في العملية التربوية نراه واضحا في الطرق الجديدة المتبعة في أساليب التعليم، والاختلافات في الإدراك والفهم بين الطلاب دفع مركز مصادر التعلم إلى أن تأخذ بأساليب التحديث باستمرار، فقد أدرك علماء التربية الفروق الفردية بين الطلاب في ما يتعلق بالطريقة المثلى والسريعة للتعلم، والتي تناسب كل طالب وقدراته وميوله واستعداداته، فنجد على سبيل المثال من يتعلم بسهولة من خلال القراءة، وآخر يتعلم عن طريق الاستماع أو باستخدامه لذهنه وبصره أثناء إجراء الاختبارات المعملية الخاصة بدروس الكيمياء مثلا أو حين مشاهدة فيلم تعليمي، وكلما استخدم المتعلم حواسه كلها كان إدراكه أعلى وأسرع، لذا لابد من الاستعانة بمركز مصادر التعلم الذي يوفر مصادر التعلم والمعرفة المتنوعة ويتيحها للطلاب بحيث يتعلم كل طالب بالطريقة التي تناسبه أي الأخذ بمبدأ تفريد التعليم.أهم الأدوار التي ينبغي على مراكز مصادر التعلم القيام بها
- 1- إتاحة المصادر التعليمية الإلكترونية والحديثة وأجهزة العرض الجماعي ووسائل التعليم الإلكتروني والوسائط المتعددة التفاعلية المناسبة للمواد والمقررات الدراسية واللازمة للعملية التربوية وتنظيم تداولها واستخدامها بحيث تنظم عملية استعارتها وتقديم المشورة الفنية لأساليب استخدامها. والمساهمة في تصميم بعض هذه المصادر وإنتاجها من خلال تحويل المقررات من الشكل المطبوع إلى مصادر إلكترونية تستخدم في التعليم الإلكتروني.
- 2 - الارتقاء بمهارات استخدام المصادر الإلكترونية والعمل على تطوير الممارسات التربوية للمعلمين والطلاب من خلال تنظيم دورات تدريبية وورش عمل وندوات ومحاضرات للمعلمين تسهم في رفع الكفاءة المهنية. وتدريب الطلاب على المهارات اللازمة للتعليم والتعلم الذاتي
- 3 - تنظيم زيارات للطلاب للصفوف الإلكترونية مع معلميهم لاستخدام الصف الإلكتروني في عملية التدريس وإلقاء المحاضرات وإمكانية بث بعض الدروس أو المحاضرات بالصوت والصورة إلى بقية الصفوف الإلكترونية في المدارس الأخرى وتبادل الآراء والمناقشات فيما بينهم من خلال حلقات النقاش المباشرة على الإنترنت
- 4 - الإشراف على العمليات الإلكترونية المرتبطة بمراكز المصادر التعلم خاصة تلك التي تتعلق بالمكتبة الإلكترونية عبر تطويرها وتفعيل دورها.
- رفع مستوى المتعلم بحيث لا يقتصر دوره على مجرد التلقي فقط وإنما على مشالركة فعالة للقيام بدوره
- توظيف الوسائل والاستعانة بها في العملية التربوية
- تطور مركز مصادر التعلم وتنوع مقتنياته من المواد المطبوعة وغير المطبوعة والإلكترونية والاستفاذة منها
الخدمات التي تقدمها مراكز التعلم المدرسية
الخدمات التي تقدمها مراكز التعلم
يرى الاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات (IFLA)أن خدمات مركز مصادر التعلم لابد أن تقدم بصورة متكافئة لكل منسوبي المدرسة، بغض النظر عن العمر، والعرق، والجنس، والدين، والجنسية، واللغة، والحالة الاجتماعية والمهنية، وبالأخص لغير القادرين على استخدام المكتبة، والوصول إلى خدماتها ومصادرها، وذلك وفقا لإعلان الأمم المتحدة العالمي لحرية وحقوق الإنسان، ويجب ألا تكون خاضعة لأي اتجاه فكري، أو سياسي، أو ديني، أو تجاري. ويقدم المركز عددا من الخدمات التي تسهم في تفعيله، ومنها:- إرشاد القراء: مساعدة المستفيدين في الوصول إلى المصادر التعليمية واستخدامها.
- الخدمة المرجعية: الإجابة عن أسئلة المستفيدين.
- الإعارة الخارجية.
- التصوير والاستنساخ.
- الإحاطة الجارية :إعلام المستفيدين بالمصادر التعليمية التي وصلت إلى المركز حديثا.
- مساعدة المعلمين في تحضير الدروس.
- إنتاج الوسائل التعليمية.
- عرض الكتب على الطلاب.
- إتاحة الاتصال بالإنترنت للمستفيدين.
- تنظيم حلقات النقاش.
- تنظيم ورش عمل.
- خدمات ببليوجرافية: إعداد قوائم بالمصادر الموجودة بالمركز في موضوع معين.
- خدمة المجتمع المحلي (سكان الحي) خارج وقت دوام المدرسة.
- الإعارة التعاونية: توفير المصادر التعليمية للمستفيدين من مراكز مصادر تعلم أخرى.
الاستعارة في مراكز مصادر التعلم
تنقسم الاستعارة إلى:- استعارة داخلية: وهي استخدام المواد ومصادر التعلم داخل المركز والمدرسة.
- استعارة خارجية: وهي استخدام المواد والمصادر خارج المدرسة.
الخدمة المرجعية في مراكز مصادر التعلم
الخدمة المرجعية:وهي تتعلق بالإجابة على أسئلة واستفسارات المستفيدين وهي تنقسم إلى قسمين:
- خدمات مرجعية مباشرة وتشمل:
- الإجابة على أسئلة واستفسارات المستفيدين.
- إرشاد رواد المركز وتوجيههم في داخل المركز.
- تعليم وتدريب المستفيدين على استخدام المراجع.
- تقديم المراجع المناسبة وإعداد القوائم.
- الخدمات المرجعية غير المباشرة وتشمل:
- اختبار المراجع والمصادر المناسبة للمركز.
- إعداد المراجع للتداول.
- تقييم المراجع المتوفرة
مفهوم الخدمات البيليوجرافية في مراكز مصادر التعلم
وهي جمع المعلومات عن الكتب وغيرها من المصادر ووصفها وتنظيمها، بهدف تيسير الوصول إلى مصادر المعلومات في أسرع وقت وأقل جهد، بسبب التضخم الهائل في الإنتاج الفكري وتعدد أشكاله ومصادره إلى:-
- 1)الببليوجرافيا الموضوعية: وهي قائمة بالمواد التي تغطي موضوعا معينا.
-
- 2)ببليوجرافيا الإضافات: وهي قائمة بالمواد المضافة للمكتبة حديثا.
-
- 3)ببليوجرافيا المناسبات: وهي حصر للمواد المتوفرة في المركز حول مناسبة معينة
أنواع خدمات المعلومات المرجعية
أنواع خدمات المعلومات
ويمكن إجمال أهم خدمات المعلومات التي يمكن للمكتبة أن تقدمها للمستفيدين من خلال الإنترنت والمكتبات الرقمية وهي:- 1)الخدمة المرجعية الرقمية.
- 2)الإعارة الرقمية.
- 3)خدمة الإحاطة الجارية.
- 4)خدمة البحث في قواعد البيانات.
- 5)تسويق خدمات المعلومات.
مصدر كل المدونات : http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%AF%D8%B1_%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق